بطش النصارى وحقدهم إذا تمكنوا
وفي المقابل نجد أن النصارى إذا احتلوا بلداً من بلاد العالم الإسلامي فإنهم يبيدون المسلمين، ويستأصلونهم، وهذه الأندلس أكبر مثال على ذلك، ولو قيل لك الآن: ائتني برجل واحد من أهل أسبانيا من المسلمين الأصليين لما استطعت، وقد كان المسلمون هم كل السكان، وبقوا فيها ثمانمائة سنة، فلا تستطيع أن تأتي بأسباني واحد من هؤلاء بقي على دينه الإسلام متسلسلاً إلى أولئك أبداً، ومن أسلم هذه الأيام من الأسبان فقد أسلم حديثاً، وربما يكون أجداده من النصارى ، وأما المسلمون الأصليون فقد أبيدوا إبادة كاملة، وقطعتهم محاكم التفتيش إرباً إرباً، وحرقتهم تحريقاً؛ حتى لا يبقى مسلم على الإطلاق.وأما نحن فإلى الآن نجد الأقباط في مصر ، و النصارى في بلاد الشام وغيرها، فلا يزالون إلى الآن، مع أن شرهم عظيم، وهذه مسألة عظيمة، فقد خرجوا عن الشروط والعهود، وخانوا الله والرسول والمؤمنين، وطعنوا في ديننا، وارتكبوا كل ما من شأنه نقض العهد؛ ومع ذلك فهم موجودون، هذا فرق عظيم جداً بين هذا الدين الذي أعلن حقيقة: المساواة والكرامة الإنسانية، وضمنها وكفلها، وبين ما سنذكر من حال تلك الأمم، فهذا بالنسبة لتعليم الإسلام هذه الأمم الحرية الحقيقية، والكرامة الإنسانية ورفعة لها.